الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

لاتسمحي بتدخل الطرف الثالث 

إذا كنت تتصورين أن السعادة والاستقرار والهناءة التي امتن الله تعالى عليك بها في حياتك الزوجية ستستمر طوال الوقت من دون أن تتعرضي لاختبارات ومحن وتحديات حقيقية، فيجدر بك أن تعيدي حساباتك سريعاً، لأن الإدارك المسبق لحجم التحديات المرتقبة التي ستعترض حياتك الزوجية هو المفتاح الأساسي للنجاح في تجاوز هذه المصاعب والنجاح في تلك الاختبارات.
من أهم العوامل التي تساعدك على التغلب على هذه المصاعب والمشكلات التي ستعترض حياتك الزوجية أن تكوني على حذر دائم ومستمر لتفادي محاولات ما يمكن أن يسمى "الطرف الثالث" لتنغيص معيشتك مع زوجك وإثارة الخلافات وتعميق الجراح.

من هنا يجب أن تتذكري على الدوام أهمية ألا تسمحي بتدخل هذا الطرف الثالث فيما بينك وبين زوجك في حالة وقوع الاختلاف، لأنه مهما كان الشقاق محتدماً بينكما ومهما كانت الجفوة تزداد ومهما كان من الصعب عليكما أن تحتويا بعضكما البعض فلابد أن تؤمنا يقينا أنكما ما لم تكونا قادرين على أن تنهيا أى خلاف يقع بينكما فى فترة قصيرة فإن الزواج الذي يستمر بناء على ترميم يقوم به طرف ثالث هو زواج هش ومعرض للانهيار الكامل في كل لحظة.
تذكري كزوجة أن المناقشة الهادئة بينكما لا تؤدى إلى الشجار مهما اختلفت وجهات النظر, ولكن إذا فقد أحدكما السيطرة على أعصابه ورد بأسلوب يتسم بالعنف فحينئذ تبدأ المشكلة الخطيرة.
بناء على ذلك لابد أن تستحضري على الدوام أن أول قاعدة أو مبدأ لتفادي اندلاع المعارك هو عدم الرد بعنف والتمسك بالعقلانية والمنطقية في الحوار، لضمان عدم قول أي كلمات جارحة أو اتخاذ ردود أفعال متسرعة، وكزوجة ذكية ستعلمين أن أمضى وسيلة لحرمان أي طرف ثالث من التدخل فيما بينكما يكمن في تقديم مشاعر زوجك على إحساسك, والتزام الهدوء والحكمة حتى ينتهي الخلاف بسلام.
وحتى لا يكون هناك مجال لتدخل الطرف الثالث احذري من توجيه الانتقادات الدائمة لسلوك زوجك، وتوقفي عن الاعتراض على أفكاره وتصرفاته خاصة إذا كان ذلك أمام الناس.
من العوامل الخطيرة التي تدفع الطرف الثالث إلى العبور ببساطة إلى قلب علاقتكما الزوجية، أن تتصوري ولو داخل نفسك أنك أكثر ذكاء من زوجك أو أكثر معرفة وإدراكاً، فهذا التصور الذي تمتلكينه في أعماقك سيدفع زوجك إلى البحث عن أطراف خارجية ليكشف عن مدى تسلطك وغرورك.
الطرف الثالث قد يكون متسللاً إلى داخل حياتك الزوجية من خلال قدرته على مشاركة زوجك الكثير من هواياته واهتماماته، ويكون هذا الأمر هو المدخل المؤثر الذي يعينه على التطفل على حياتكما الزوجية، ومن ثم يجدر بك أن تكوني صديقة حقيقية لزوجك تشاركينه اهتماماته وميوله ولا تدعين فرصة لظهور الطرف الثالث الذي ربما ينقض على حياتك الزوجية لتفجيرها بالكامل.
لا تجعلي راحة زوجك في المنزل مرتبطة بالخلافات التي يمكن أن تنشب بينكما، لأن هذا سيدفعه إلى الابتعاد عن المنزل والوقوع في براثن الطرف الثالث، واحرصي على أن يكون لدى زوجك يقين كامل في أن حقوقه كزوج رب لهذا المنزل لن تمس مهماكانت درجة الخلاف بينكما فهذا شيء وذلك شيء آخر.
اتمنى لكم حياة سعيدة تتكللها الحب والمودة فيما بينكم

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Subscribe to RSS Feed Follow me on Twitter!